اهالي مخران بمسيمير لحج ينفذون مبادرة ذاتية في شق طريق جبلية تربطهم بالمناطق الاخرى
عقود من المشقة عاشها أهالي قرية مخران بمديرية المسيمير شمال محافظة لحج بسبب انقطاعهم عن العالم من حولهم.
يقول صالح سالم حمود: ” نتعرض اثناء التنقل من القرية الى المدينة للعديد من الصعوبات والعوائق لعدم وجود طرق سهلة ومختصرة ويصعب علينا نقل المرضى الى المستشفيات خصوصاً في مواسم الامطار التي هي الاخرى واحدة من المشاكل التي يعاني منها أهالي قرية مخران فأثناء تدفق السيول لا نستطيع التحرك من القرية”.
مرت عقود ولم تف السلطات بوعودها في شق طريق يوصل القرية بما حولها ما انعكس سلبا على حياة السكان في قرية مخران بمديرية المسيمير حيث ظلت خارج اهتمامات الحكومات المتعاقبة.. حد قول مواطنون من ابناء القرية.
وخلال العام 2022 قرر المواطنون حل المشكلة بأنفسهم
يقول المواطن عبد الله علي:” طرقنا العديد من الأبواب بغية انهاء معاناتنا وايجاد طريق ولكن دون جدوى فقررنا العمل بايدينا”.
يحتاج ابناء هذه القرية شق طريق اللصبة الرابط بين مناطق مخران وريمة والنخيلة وفرعة ومناطق مديريات الازارق والملاح في محافظة لحج بطول 2كم.
ويكشف يونس السروي عن جملة خطوات سار خلالها الحل الذي نفذه ابناء القرية يقول: “بعد طول غياب لدور السلطات المحلية بدأ اهالي المنطقة في تشكيل صندوق مؤقت ( هكبة ) تم من خلاله تجميع مبالغ مالية لغرض شراء مواد واستئجار المعدات الخاصة بالشق عبر الجبال ووفرت الطبيعة الصخرية الأحجار لتطويعها في عملية الرصف”.
موضحا: ” بلغت المسافة التي تم شقها نحو ( 700 ) مترا أي 35% من الطول المفترض تم انجازها خلال اسابيع لكن الامر توقف هناك نظراً لعدم مقدرة الاهالي على تمويل انجاز المسافة المتبقية”.
ويقطن المنطقة نحو ( 10000) اسرة أي ما يعادل( 70000) نسمة معظمهم من الاسر الفقيرة التي تعتمد على تربية الحيوانات والزراعة في توفير لقمة العيش بالحد الادنى.
هذه التجربة التي نفذها اهالي مخران مثلت محاكاة لتجارب اخرى منها طريق الموزعية في محافظة الضالع المجاورة وطريق أبو الاسرار بمديرية المقاطرة محافظة لحج العام 2022 وطريق شوحط الربوع العام 2023 الذي يعد شريانا حيويا يربط الكثير من القرى منها إسعاده والعلوب وقنقنان ونخيله وثوجان بمديرية القبيطة محافظة لحج.
وتعد الطرقات السابقة بدورها محاكاة لطريق لبعوس يافع التي مثلت البذرة الأولى فيما يخص شق الطرقات عبر مبادرات مجتمعية جماعية العام 2017 حين تم شق طريق جبال وادي جعفر بئر العروس بمديرية المفلحي ثم شق طريق العياسي في لبعوس خلال العام 2018 من خلال إنزال مهندسي طرقات لوضع دراسة حول التكاليف التي يحتاجها المشروع وعلى ضوء تلك الدراسة بدأ التحرك المجتمعي رحلة البحث عن السيولة اللازمة.
مصادر التمويل
طرق ابناء يافع أكثر من باب واحد بغرض توفير المال اللازم لا نجاز تلك الطرقات بدءاً من التجار وميسوري الحال في المديرية وخارجها. تلا ذلك حث النساء على التبرع بالحلي والاساور ذهبية كانت او فضية. تلاها الحصول على مساهمات من قيادات عسكرية وامنية لها مكانتها في المجتمع اليافعي. لينظم المغتربون الى الحملة ايضا.
لم تتوقف المصادر هنا بل تم تسويق الدراسة عبر المنظمات المعنية وطلب المناصرة وتسليط الضوء على المشكلة والحلول المقترحة من خلال وسائل الاعلام ليتظافر كل ذلك في توفير مايكفي لشق الطرق وتعبيدها وسفلتتها كذلك.
عمل اهالي مخران ما في وسعهم ليتوقفوا عند نسبة الـ 35% من الطريق المأمول لكن الهدف لم يتوقف اذ يبحث الاهالي حاليا سبلا بديلة او مساعدة تمكنهم من استكمال الطريق خلال مرحلة لاحقة.
Source link