بقلم/علي علي صلاح
في مشهد أشبه بالخيال تتهاوى آلاف البنايات والتي تبدو كتلك الجبال الرواسي كالعهن المنفوش و كقطع من البسكويت والجميع مذهول من شدة الموقف عاجزين عن إيقاف الزلزال الذي بات يضرب تركيا وسوريا وبعض مناطق متفرقة من العالم.
إنها قوة الله وحده تتجلى بين عباده علهم يستفيقون من سبات الغفلة وحب الدنيا وتدحض أوهام الحكام والدول العظمى والمتغطرسين بأنهم قوى عظمى كل تلك الادعاءات ذهبت في مهب الريح لتبقى قدرة الله وحده وقوته سيدة الموقف دون منازع.
ومازاد من اكتمال ذلك المشهد المخيف هي تلك الصرخات من بين الأنقاض مستجدية الإنقاذ فنجى منهم من نجى ومات من مات والبعض لايزال مفقوداً حتى هذه اللحظة.
كل هذا وذاك لم يكتف هنا فقط فعند مشاهدة مواقع التواصل الاجتماعي تقرأ تعليقات وتحليلات مزلزلة فمنهم من قال هذا غضب من الله وذاك الآخر إنها أسلحة من نوع حديث أوقعت ذلك الزلزال، وغيرها من التعليقات المؤسفة والمخزية.
لو كان الله أراد أن يعاقب سوريا وتركيا فهنالك بلدان أولى بذلك الزلزال بحسبتنا نحن وبالنسبة لأصحاب الصوت النشاز بأنه زلزال مفتعل بتدخل بشري وكأنهم يريدون تعطيل قدرة الله وقوته فليس الموضوع حد زعمهم إنما هي حكمة إلهيه وقد تكون مؤشراً لاقتراب قيام الساعة كما جاء في بعض الايات من كتاب الله الحكيم(( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2)))
وكذا بعض الأحاديث التي توافق ماجاء في القرآن الكريم عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم(( قال رسول الله ( لاتقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض)..
وأريد أن أسدي نصيحة علها تكن لي ولكم منجية ذلك اليوم يوم نقف بين يديه عند السؤال… لانتشفى في أحد ولاندعي بأننا أوصياء لله بين عباده فكم من ذنوب ومعاصي نرتكبها كفيلة بأن تطبق علينا الأخشبين.
وختاما نسأل من الله العلي القدير بأن يرحم اخواننا ممن وافتهم المنية وأن يجعلهم في منازل الشهداء وأن يشفي الجرحى منهم وأن يخرج المفقودين من تحت الركام آمنين سالمين بحول الله وقوته.