اليمن

كونتيرة الشقاء

علي علي صلاح

بقلم/علي علي صلاح

مرحباً بكم مجدداً قرائي الأعزاء أطل عليكم مجدداً بعد الغياب لظروف تجهلونها وأجهلها أنا ايضاً، وكم كنت أرجو أن تكون العودة محملة ببعض الهدايا كهدايا العيد ولكنني عدت لكم محمل بأحدى المآسي المضنية.

لم يعد كاهلي قادراً على حملها فما كان لدي خياراً آخر غير مشاطرتكم لي هذه الأوجاع المدونة في هذا المقال..

 

تلك السحنة المميزة والاطلالة المتألقة ورده الرصين على اسألتي

هكذا عرفته ذلك الصديق في مقر عمله دون أن أذكر لكم اسمه أو مقر عمله نزولاً عند رغبته رغم أنني ترجيته أن أذكر ذلك لعلي أجد حل للمأساة التي يعيشها ذلك الرفيق ولنبدأ القصة.

المكان هنا جميل نوع ما وبحاجة الى بعض اللمسات.

منذ متى وانت ترتاد هذا المكان.

هكذا كان سؤالي له.

أنا لست زائراً أخي الفاضل أنني اعمل هنا منذ اكثر من اربع سنوات.

اجابني (م ح)

امممم وماذا تعمل ياعزيزي؟

سؤالي له

اعمل مشرفا وحارسا. (م ح)

وأين تسكن ياصديقي؟

 

هناك عند تلك (الكونتيره) مشيراً بأصبعه بأتجاه الشرق هل رأيتها.

رد (م ح)

نعم نعم رأيتها وهل هي مريحة للسكن؟ وهل لديك أسرة ام تعيش بمفردك.؟

آه آه _وكأنني سمعت تلك التنهدات تنبعث من باطن الأرض_ ثم أكمل أي راحة ياأستاذ انت لاتعلم حجم المعاناة التي الاقيها في هذا الصندوق اللعين الرطوبة والبرد جعلت أجسادنا مرتعاً للأوبئة أبرزها الربو والألتهابات الملازمة لنا طوال العام أنا وزوجتي وطفلتي.(م ح)

صمت برهة من الوقت منذهلاً من جور صدمة ماأخبرني به.

وكم مرتبك؟ لابد أنك تتقاضى مبلغاً مجزياً نظير صبرك وتحملك العيش في هذا المكان؟

 

خمسة وعشرون الف كانت أجابته كالصاعقة (م ح)

لقد أيقظ براكيني وجعل من اسألتي له كرات للمنجنيق أصوبها تجاهه بسبب تلك الأجابات المؤسفة.

ولماذا لم تحرك ساكنا ياأخي ماالذي أجبرك على الموت أنت وأسرتك وأنت لاتزال على قيد الحياة لماذا لم تخاطب المعنيين وتتظلم لحالك؟

رده الأخير كان مزلزلاً ايضاً

ليس لدي خيار آخر أين أذهب لايوجد هنالك بديل، اما الشكوى فإني أبث همي وحزني إلى الله.

لقد أسمعت وناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي لقد ابلغتهم مراراً ولكنهم لايكترثون لحالي بل في أحد المرات أجابني أحدهم أحمد الله غيرك موجود.(م ح)

لقد اشعل ناري واطفأها ولم يجعل لي سبيلا لمساعدته.

تركته ورحلت من ذلك المكان مهدياً لي الألم فحسب.

ظلت معاناة ذلك الصديق معي طيلة عاماً ونصف من بعد ذلك اللقاء، عدت مجدداً لزيارته والأمل يحدوني بأن حاله قد تغير وأن رب عمله قد لان قلبه وحل مشاكله ولكنني فوجئت أن حاله كما هي عليه بل زاد الطين بلة كما يقال..

اهلا (م ح) اخبرني كيف حالك وكيف صغيرتيك وأهلك واسأل الله أن حالك قد تبدلت من عسر الى يسر.

فأخبرني بكل هدوء كما عهدته ولكن بين عينيه نيران من الألم وصقيع من البرد القارس.. لقد أخبرتني عيناه ويلات المعيشة التي يلاقيها طوال العام في تلك الغرفةالموحشة اشتداد حرارتها مع الصيف وزمهرير البرد عند الشتاء،

لقد توفيت زوجتي قبل عام رحمها الله أثناء الولادة في احد المستشفيات بخطأ طبي بالأضافة الى تدهور حالتها الصحية من سابق فبلا شك أناس يقطنون في غرفة العذاب هذه ماذا نتوقعون كيف سيكون حالهم.

لقد أخبرته بأن لايحزن على فراق زوجته لأنها نجت بنفسها من جور العذاب الذي كانت تتكبده لقد ذهبت إلى العدالة الالهية المطلقة حيث لاجور ولاظلم ولاذرة تنبي وتنبي بالخراب.

لم تكن هنالك طريقة للنجاة بالنسبة لها هي ومولدها الذي نفذ بجلده باكرًا سوى الموت، ليبقى زوجها وابنتيه وحيدون و صامدون أمام هذا التحدي.

وهنالك سؤالاً أخافني وأعجبني كثيرا في الوقت نفسه للكاتبة أسمرلدا أوجهه الى كل راع تمادى وأساء في حق رعيته:

(من يرسل شخصًا إلى الحزن العميق كيف يبقى كاملًا في حياته دون خوف مما فعل؟)

والسؤال الأخير هل سيستطيع صديقي وطفلتيه يذودون عن أنفسهم هذا العذاب؟، وهل هنالك سبيل للنجاة لهم غير الموت الذي ذاقته رفيقة دربه، ام أنهم سيسلكون الدرب نفسه؟

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى