يستقبل المسلمون هذا الأسبوع شهر رمضان الذي يأتي في ظروف استثنائية لم يشهدوا مثيلا لها، تفرض التباعد الاجتماعي وتمنع التواصل المباشر وسط استمرار إجراءات الإغلاق بشكل متفاوت في حدته بين الدول، ومنع صلوات الجماعة بسبب تفشي فيروس كورونا.
لكن كل عام يتجدد الجدل حول أول أيام الصوم وأول أيام العيد، وكل عام لا تصوم الدول أو الطوائف في دولة واحدة، ولا تفطر في يوم موحد.
وهناك عدة اعتبارات تدخل في قرار الصوم أو الإفطار منها الاعتماد على العين المجردة لرؤية الهلال ومنها ما هو سياسي.
غير أن الحسابات الفلكية، تحدد الموعد الدقيق لبداية الشهر القمري وانتهائه، إذ نشر موقع مركز الفلك الدولي بيانا فلكيا حول موعد رمضان في الدول العربية والإسلامية.
وكتب مدير المركز، المهندس محمد شوكت عودة، أنه بما أن شهر شعبان بدأ يوم الخميس 26 مارس في معظم الدول الإسلامية، فإن معظم الدول ستتحرى هلال شهر رمضان يوم الخميس 29 شعبان 1441هـ الموافق لـ23 أبريل.
وأضاف أن تلك الدول تشمل إندونيسيا وماليزيا وبروناي والهند وباكستان وإيران وسلطنة عمان والإمارات والسعودية والأردن وسوريا وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا، فضلا عن معظم الدول الإسلامية غير العربية في أفريقيا.
وبدأت دول قليلة منها العراق ومصر وتركيا وتونس، شهر شعبان يوم الأربعاء 25 مارس، لذلك ستتحرى هلال رمضان يوم الأربعاء 22 أبريل.
وأوضح عودة “بالنسبة للدول التي ستتحرى الهلال يوم الأربعاء، فإن القمر سيغيب في ذلك اليوم قبل غروب الشمس وسيحدث الاقتران بعد غروب الشمس، أي أن رؤية الهلال مستحيلة بعد غروب شمس الأربعاء، وعليه فإن هذه الدول ستكمل عدة شعبان 30 يوما، وستبدأ شهر رمضان المبارك يوم الجمعة 24 أبريل”.
أما بالنسبة للدول التي ستتحرى الهلال يوم الخميس، فقال مدير مركز الفلك الدولي إن “رؤية الهلال يوم الخميس غير ممكنة بالعين المجردة من أي مكان في العالم الإسلامي، في حين أنها ممكنة باستخدام التلسكوب فقط وبصعوبة بالغة من أجزاء من السودان وليبيا والجزائر ومن المغرب وموريتانيا. ورؤية الهلال يومها ممكنة بالعين المجردة بصعوبة في أجزاء من القارتين الأميركيتين. كما أن رؤية الهلال يومها باستخدام تقنية التصوير الفلكي ممكنة بصعوبة كبيرة”.
وتابع “حيث أن هناك إمكانية لرؤية الهلال من أجزاء من العالم الإسلامي يوم الخميس، فيتوقع أن يكون يوم الجمعة 24 أبريل بداية شهر رمضان المبارك في معظم الدول الإسلامية”.
أما بالنسبة للدول التي تشترط الرؤية بالعين المجردة فقط أو الدول الواقعة في وسط وشرق العالم الإسلامي والتي لن تتمكن الخميس من رؤية الهلال حتى باستخدام التلسكوب، فيتوقع أن يبدأ فيها شهر رمضان يوم السبت 25 أبريل.
ونشر عودة الحسابات السطحية المرتقبة للهلال وقت غروب الشمس في 23 أبريل في بعض المدن العربية والإسلامية:
– جاكرتا: يغيب القمر بعد 18 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 10 ساعات و10 دقائق.
– أبو ظبي: يغيب القمر بعد 20 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 13 ساعة و43 دقيقة.
– مكة: يغيب القمر بعد 23 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 14 ساعة و31 دقيقة.
– عمان: يغيب القمر بعد 22 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 14 ساعة و47 دقيقة.
– القاهرة: يغيب القمر بعد 23 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 14 ساعة و57 دقيقة.
– الرباط: يغيب القمر بعد 28 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 16 ساعة و53 دقيقة.
– الخرطوم: يغيب القمر بعد 24 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 14 ساعة و52 دقيقة.
وكتب عودة أن رؤية الهلال يوم الخميس من جاكرتا وأبوظبي ومكة المكرمة وعمّان والقاهرة غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا بالتلسكوب، في حين أن رؤية الهلال من الرباط والخرطوم ممكنة باستخدام التلسكوب فقط وبصعوبة بالغة.
وأوضح “لمعرفة معاني هذه الأرقام تجدر الإشارة إلى أن أقل مكث لهلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة، أما أقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة فكان 15 ساعة و33 دقيقة، ولا يكفي أن يزيد مكث الهلال وعمره عن هذه القيم لتمكن رؤيته، إذ أن رؤية الهلال متعلقة بعوامل أخرى كبعده الزاوي عن الشمس وبعده عن الأفق وقت رصده”.
تجدر الإشارة إلى أن مركز الفلك الدولي عبارة عن مركز علمي رسمي يتخذ من مدينة أبوظبي مقرا له، يعنى بالشؤون الفلكية ويضم في عضويته خبراء ومتخصصين في علم الفلك في شتى مجالاته. ومن أهم أنشطة المركز، وفق موقع الإلكتروني، المشروع الإسلامي لرصد الأهلة وبرنامج مراقبة سقوط الأقمار الصناعية.