الجزائر

عبثا تحاول أمريكا تزيين “الوجه القبيح”..!  – الجزائر الآن


:صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني والدولي .

كلام مباشر

الجزائرالآن _ ماذا لو اتضح أن فكرة إنشاء ميناء عائم يصل اليونان بغزة ليس أكثر من مضيعة وقت تستفيد بموجبها حكومة الكيان في تنفيذ المزيد من البطش والتنكيل والإبادة؟؟

ماذا لو أن الحديث عن الميناء العائم هو للتغطية مسبقا على حمّام الدم الوشيك باجتياح رفح التي تغلي بالنازحين؟ والأخطر ماذا لو أن فكرة الميناء من أساسها مجرد مناورة تستفيد منها قوات المارينز انطلاقا من محاكاة الواقع في تطويق جزيرة تايوان قبل وصول الصين إليها؟؟ أو الاستيلاء على جزيرة القرم وافتكاكها من بين مخالب الدب الروسي؟؟ أو حتى تطويق بيونغ يونغ قبل أن تمتد أصابع زعيمها كيم جونغ إلى ملامسة أزراره النووية! مادامت عملية ميناء غزة توفر كافة الوسائل التطبيقية والتقريبية والتجريبية لتنفيذ مثل هذا الدرس الحربي المحتمل جدا؟؟؟ خاصة وأن العملية تظل حكرا وحصرا على الجيش الأمريكي دون سواه، ودون إشراك حليف آخر بمن فيهم الأمم المتحدة أو الناتو وهو ما يبعث فعلا على الارتياب والقلق العميق حول المغزى من إقامة ميناء غزة العائم!

فأمريكا التي تشهر بالفيتو ضد وقف قتل الأطفال في غزة هي بالتأكيد لا تملك لا نوايا في إيقاف العدوان ولا حتى أوراق سلام دائم في المنطقة، وحديثها عن الدولة الفلسطينية قد يأخذ من الوقت ما يكفي لقيام القيامة قبل إقامة هذه الدولة الصغيرة المنزوعة السلاح إرضاء لمغتصب الأرض إسرائيل..؟ وأمريكا التي قامت بدورها على إبادة الهنود لا يمكنها سوى الاصطفاف جنب الكيان في إبادة الفلسطينيين من أجل بقاء المغتصب وزوال الساكن الأصلي وصاحب القضية وهذه كانت عقيدة الولايات المتحدة منذ كانت ترعى البقر إلى يومنا هذا!  

عبثا تحاول الولايات المتحدة الأمريكية إخفاء وجهها القبيح عبر التسويق لصور جنودها وهم يمطرون سماء غزة بطرود الغذاء، بعدما سبق منظر ذات الجنود وهم يمطرون ثكنات الكيان سرا وعلنا بالسلاح والذخيرة التي كانت بالأساس وراء خراب القطاع وخلف مأساة الجوع التي تطارد أهله اليوم..! 
وأمريكا بشرورها تقتل وبـ “خيرها” تفعل كذلك! فيما الضحية واحدة وثابتة في كلا الحربين وفي كلا القتلين..!  وهو ما يجعل من قبح الوجه الأمريكي أقوى من جميع المساحيق التي تزينه بالإنسانية تارة، وبالديمقراطية تارة، وباسم “أنا ربكم الأعلى” التي يجهر بها البيت الأبيض تارة أخرى..!  
من الغرابة بمكان أن تصل أزمة حكومة الكيان إلى حد قفز البعض خارج مجلس الحرب إدراكا منهم بحتمية غرق المركب بالحكومة كافة، فيما تحاول أمريكا مد العون بمراكب أخرى على شواطئ غزة يبدو فيها الظاهر من الجليد أنه مد العون للمدنيين بالمؤونة فيما يخفي تحت الماء جبلا من الألغاز والشكوك حول اللجوء إلى التموين بحرا رغم ما يكلفه من وقت وجهد ومال على استعمال المعابر البرية المتاحة والمعروفة سلفا وما توفره من وقت وجهد ومال كذلك..؟ وحدها الصين وروسيا وإيران تلقفت رسالة “الميناء العائم” بالدخول على  الساخن في مناورات بحرية مشتركة غير مسبوقة!  وتلك معادلة تقف على طرفي نقيض لا البر ولا البحر التقط إلى غاية الآن إحداثياتها، وإن غدا لناظره قريب..؟ 



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى